A Simple Key For العولمة والهوية الثقافية Unveiled



الأول ميتافيزيقي لأنه يفصل الجوهر عن وقائعه التاريخية؛ إذ يرى في الشخصية الثقافية جوهرا أو تركيبة نفسية عقليه ثابتة ينبغي الانطلاق منها بصرف النظر عن الأوضاع التي أنتجتها، الاجتماعية، الاقتصادية، التاريخية، والفكرية.

يوجد بين مفهوميّ الهوية الثقافية والعولمة مجموعةٌ من العلاقات الجدلية، والمميزة، والفريدة من نوعها في طبيعة العلاقة التي تربط بين الأشياء والمفاهيم، ولكنهما بشكلٍ عام مفهومان متجاذبان، ومتقاطبان، ومتكاملان في نفس الوقت، ومن هنا يمكن اعتبار الهوية هي الطريدة، وتأخذ العولمة دور الصيّاد، وهذا ما أشار إليه الدكتور (علي وطفة)؛ على اعتبار أنّ الهوية مطارَدةٌ ومحاصَرةٌ وملاحًقةٌ من العولمة، التي تُجهز عليها وتتغذى بها؛ لذلك تعاند الهوية هنا كلّ أسباب الفناء والذوبان، مطالبةً بالأمن والأمان والاستقرار، والتشبث بالوجود والديمومة.[٤]

تدل العولمة إلى عملية تغيير جميع الحالات الإقليمية إلى حالة عالمية، حيث يتم عن طريقها دعم التواصل بين الدول في جميع العالم.

نشدان العالمية في المجال الثقافي، كما في غيره من المجالات، طموح مشروع، ورغبة في الأخذ والعطاء، في التعارف والحوار والتلاقح. إنها طريق الأنا للتعامل مع “الآخر” بوصفه “أنا ثانية”، طريقها إلى جعل الإيثار يحل محل الأثرة.

صياغة استراتيجية عربية للتعامل مع العلم والتكنولوجيا الحديثة، وإعادة النظر فى المناهج الدراسية والجامعية على نحو يهدف إلى تأصيل الملامح الحضارية فى الشخصية العربية لمواجهة تحولات عالم اليوم.

إننا نقصد بـ “الثقافة” هنا: ذلك المركب المتجانس من الذكريات والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات والإبداعات والتطلعات التي تحتفظ لجماعة بشرية، تشكل أمة أو ما في معناها، بهويتها الحضارية، في إطار ما تعرفه من تطورات بفعل ديناميتها الداخلية وقابليتها للتواصل والأخذ والعطاء.

أضخم قاعدة بيانات عربية للاستشهادات المرجعية للمجلات العلمية المحكمة الصادرة في العالم العربي

وانطلاقا من التعريفات السابقة، يمكننا أن نعبر عن الهوية الثقافية للجماعة بكونها الخصائص والسمات التي تميزها عن بقية الجماعات، وقد أصبحت وسيلة التعبير عن روح الانتماء ومشاعر الولاء لدى أبنائها.

والمؤيدون للعولمة يستندون إلى أنه "ليس بوسع أحد أن العولمة والهوية الثقافية يغفل الدور الحاسم للحاسبات الإلكترونية كسمة مميزة لثورة المعلومات الهائلة؛ التي اصطبغ بها النظام الدولي المعاصر في السنوات القليلة الماضية؛ خاصة في مجال الدفاع وبناء القدرات العسكرية للدول، وقد تميزت هذه الثورة بأربع سمات:

أربط العلاقة بين تطور وسائل الاتصال الحديثة وانتشار ثقافة العولمة؛ ثم أقدم تفسيرا مناسبا لذلك.

سابعها: ضمان الحرية الثقافية وتدعيمها، حيث أن حرية الثقافة، وإن كانت تنبع من العدالة في توزيع الإمكانات والإبداعات الإنسانية على الأفراد، فإنها في الوقت نفسه عامل أساسي في إغناء الحياة الثقافية وزيادة عطائها.

والخدمات ورؤوس الأموال، فيمكن لأي شركة صناعية أن تقيم مصانع في أي دولة ويمكن لأي بنك أو شركة تأمين أو مكتب محاسبة أو هندسة أن يفتح فروعاً له، كما تنتقل رؤوس الأموال من عملة إلى أخرى كما تشاء.

كما نجد كذلك وسائل الاتصال والإعلام ساهمت بشكل كبير في إنتشار العولمة في المجال الثقافي وتتجلى هذه المساهمة في القنوات التلفزيونية والفضائية التي بواسطتها يتم بث أفلام ومسلسلات وموسيقى تمثل سلوكيات العنف والجنس بشكل إباحي يتناقض مع العفة في المجتمعات العربية المحافظة.

لذلك لا بد أن يكون هنالك اعتراف من أفراد المجموعات المختلفة بثقافات وهويات الجماعات الأخرى ولا بد من الاحترام المتبادل في المجال العام والخاص، ذلك على الرغم من أن التوفيق بين الثقافات المختلفة قد يكون صعبًا في أحيان كثيرة، وهنا يأتي دور المنظمات التربوية والتعليمية في تعزيز سبل التوفيق الملائمة للأفراد على اختلافاتهم وتنوع خلفياتهم الثقافية والإثنية والبيئية، لأن ذلك الاعتراف قد يصبح ضرورة إنسانية في مجتمع يختلط فيه الناس من ثقافات مختلفة في المساحات الخاصة والعامة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *